البشت بالاحساء

من المتعارف عليه بأن أصل خياطة البشوت بدأ بالاحساء بالمملكة العربية السعودية وتمثل طليعة المهن التي اشتهرت بها الاحساء وهذا أمر منسجم مع جودة البشوت الاحسائية ذائعة الصيت , ويجمع كل من تحدث عن تاريخ البشوت بالاحساء أن هذه المهنة من أعرق المهن في الاحساء وبأن تاريخه يعود إلى مئات السنين حيث تم توارثها عن آبائهم وأجدادهم .

وقد تحدث التاريخ عن الثوب الهجري وشهرته في عالم المنسوجات ، وقد ذكرت المصادر في مواضع كثيرة أسماء المنسوجات الصادرة من مختلف مدن هجر أبان العصر الاسلامي الأول فقد ذكر ابن سعد أن هوذه بن علي الحنفي أنه كسى سليط بن عمر العامري أثوابا من نسيج هجر ، وجاء عن ابن سلام الجمحي أن أولاد عامر بن عوف أهدوا الحطيئة حللا من هجر  ، كما جاء عن عبدالله بن معاذ أن سويد بن قيس ومخرمة بن العبد جلبا بزا إلى مكة فاشترى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منها بعض الملابس .

ونجد هناك من العوائل من تخصصت في عمل معين من هذه المهنة بل بلغ الحال إلى حد التخصص على مستوى الحي ، وعلى سبيل المثال لا الحصر تجد أغلب أسر حي الرفعة الشمالية والجنوبية تخصصوا في جلب خيوط النسيج وحياكته وصبغه .

بينما تجد أغلب اسر حي الرفعة الوسطى في كل من فريج الرفاعة وفريج الفوارس وفريج الفداغم تخصصو بخياطة البشوت وتسويقها ومن الملفت لأهمية مهنة خياطة البشوت عند هذه العائلات أنهم استخدمو مجالس ضيافتهم ( دواوين ) للعمل لذا سميت أماكن الخياطة بالدواوين ( المجالس ) فهي حقا مجالس يعمل فيه بالخياطة ويستضاف فيه في وقت واحد .

ويبدأ الخياط بالخياطة صبيا لا يتجاوز العاشرة من عمره يرسله والده للمعزب ، وعادة ما يتم التدرج مع هذا الصبي بإرساله في مقاضي المجلس واشغاله بأمور بسيطه مثل طي الخيوط أو ترتيب البشت ( تصفيطه ) أو تنظيفه ، ثم يعطي قطعة قماش ليتعلم غرزة الخيط وضبط مسافات على قماش يدعى البيش ومنها أتخذ المثل الدارج على ألسنتهم «طقاقة البيش» الذي يطلق على الشيء الغير موزون بعدها يجعلونه يطل على أحد المخايطة للتعلم ويجعلونه يتدرب في خيوط مصنوعة من النحاس وذلك بجوار أحد المخايطة وهنا يسمى ( مجاور ) وقبل أن يعمل الصبي بالمجلس يتفق المعزب مع والده على أن يشغله مدة معينة قد تبلغ 4 أو 5 سنوات منها مدة للتدريب والبقية للمشغل يأخذ اكرامية بنهاية الاسبوع ، وفي نهاية المدة المتفق عليها يعطيه كسوة من ثوب وغترة وبشت ومكافأة .