البشت لباس من الصوف أو الوبر ، انتشر منذ القدم في الدول العربية و الإسلامية ، وقد ارتداه أهل المدن والبادية في زمن الجاهلية وبعد بزوغ نور الإسلام إلى يومنا هذا .
 

وذكر البشت أو العباءة كما كان يطلق عليه في كتب التراث العربي والأجنبي والمخطوطات والرسومات القديمة ومن خلال كثير من الأشعار والروايات وعلى سبيل المثال ذكر الشاعر / عبدالله بن عمر الشهير بالعرجي المتوفي عام 128 هـ بقصيدة يصف بها حاله في هذا البيت
 

علي عباءة برقاء ليست من البلوى تغطي نصف ساقي
 

وقد ظهرت رسومات وصور تمثل العرب والمسلمين يرتدونه ، ويذكر أن البشوت أو العباءات كما كان يطلق عليها بالعصور القديمة كانت شائعة عند العرب منذ فترة ما قبل الإسلام وقد لبسها رجال الحضر و البادية ، وكانت تلبس فوق سائر الملابس ، وذكر أيضا أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يلبس العباءة وكذلك أهل بيته وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين .

وأقدم أنواع العباءات المعروفة عند العرب هي العباءة البرقاء ، وهي منسوجة من الصوف المبروم المخطط وموزع على خطوط عريضة بيضاء وسوداء ، واستمر الوضع حتى يومنا هذا ولكن مع تغير الألوان وأنواع الأقمشة والخياطة ، واستعمال الزري بالدربوية .

 

وفي كتاب تكملة المعاجم للمستشرق / زينهارت دوزي ، عند وصفه للباس العرب :

 

أنها منسوجة من نسيج غليظ وهو من الصوف المبروم المخطط موزع على سطور بيضاء وسوداء

وهذا الوصف يشبه الى حد كبير العباءة البرقاء ، وكانت تلبس في دول الخليج العربي والعراق وبلاد الشام وهي عبارة عن لونين بخطوط عريضة بطول البشت ( أبيض وأسود أو أشقر وأبيض ) .

العباءة : ضرب من الأكيسة مفتوحة من الجهة الأمامية وتصنع من الصوف المبروم المخطط الموزع على سطور بيضاء وسوداء ، والخطوط البيضاء أعرض من السوداء  .

وفي كتاب الملابس والزينة في الإسلام للمؤلف الخطيب العدناني :

البشت:كلمة عامية تطلق على الرداء، ويعتقد بأن أصلها (البت) فتم زيادة حرف الشين

وكما ورد بكتاب لسان العرب لابن منظور  :

البت : كساء غليظ  مربع من الوبر والصوف ،، والبتي والبتات الذي يعمله ويبيعه

وفي حديث لعلي بن أبي طالب عليه السلام أن طائفة جاءت اليه فقال لقنبر خادمه :

 بتتهم أي أعطهم البتوت  ، والجمع بتوت يصلح للشتاء والصيف

والبشت من مكملات ملابس الرجل ، ويبدأ الرجل بلبس البشت وهو في عمر الصبا والشباب ، ومن  أقوال الكويتيين:

( عشت ولبست البشت )

ويقال هذا للطفل وهو دعاء من الأب والأم بأن يكبر ويلبس البشت ويصبح من الرجال ويلبسه في ليلة زواجه ، ، وهذا المثل ضمن أهازيج شعبية :

عــــشــــــــت وعـــشــعـــشــــت          ودخلت الدار ونبشت

ولقيت إفوير ونحشـت                      عشت ولبست البشت

في صنيديق أمك نبشت                     ومن الـمرايل حشت

وللبشت علاقة بمرح الأولاد ولعبهم ، وخاصة بشت المزوية ، فبعض الالعاب تلعب بواسطة البشت مثل (الصفروق) ، وهناك لعبة  يمارسها الصغار والكبار ويستعمل بها البشت وتسمى ( إمحيبس ) . كتاب الألعاب الشعبية للفنان الأستاذ/ أيوب حسين

وللبنات أنشودة قديمة للدلالة على نعومة الملمس ويقصد بذلك البريسم وهو من خيوط الحرير يستعمل لخياطة المكسر ، حيث تقول البنات :

أنا خلاله حمرا          وأنا خويط بريسم

ومن الأشعار التي تدل على مكانة البشت ورمزه للهيبة والرجولة :

الشاعر / سليمان شريم في إحدى قصائده يصف فيها البشت ولابسه :

متخفي لابس بشت بدري                حسبي على البشت واللي غرني به

الشاعر / سالم بن جبر :

يا ملبس البشت شخص ما طلع قده            البشت خله لمن فصل على شانه

ومن طريف نوادرنا قولنا ( ما بالبشت رجال ) عندما نكتشف شخصية لابس البشت انه دون المستوى المتوقع منه